
شهدت العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الأحد، مظاهرة حاشدة ضمت عشرات الآلاف في ساحة الجمهورية، احتجاجاً على ما وصفوه بـ”الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين في قطاع غزة، وتنديداً بما اعتبروه صمتاً وتواطؤاً من الحكومة الفرنسية.
وجاءت هذه التظاهرات استجابة لدعوات أطلقتها قوى سياسية ومدنية فرنسية، على رأسها حزب “فرنسا الأبية” اليساري، إلى جانب منظمات حقوقية داعمة للقضية الفلسطينية واتحادات طلابية. وطالب المحتجون بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة فوراً، وبتدخل دولي عاجل لحماية الشعب الفلسطيني من الجرائم المرتكبة بحقه.
ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها شعارات قوية مثل: “أوقفوا الإبادة”، و”المقاومة حق مشروع”، و”الاحتلال جريمة”، و”دعوا المساعدات تدخل غزة”، مؤكدين على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
كما شدد المشاركون على أن البيانات الصادرة عن الرئيس إيمانويل ماكرون ووزارة الخارجية الفرنسية – والتي تضمنت تلويحاً بإجراءات ضد إسرائيل – لا تكفي، وطالبوا بتحركات ملموسة، تشمل فرض عقوبات حقيقية على تل أبيب، ووقف كافة أشكال التعاون العسكري معها، وسحب السفير الفرنسي من تل أبيب.
واعتبر المتظاهرون أن تصريحات ماكرون “جوفاء ولا ترقى إلى مستوى الكارثة الإنسانية” الجارية في غزة، متهمين إدارته بالتواطؤ في استمرار المجازر، عبر الدعم السياسي والسكوت عن الجرائم.
وكانت العاصمة الفرنسية قد شهدت مظاهرات مماثلة يوم أمس السبت، ضمن موجة احتجاجات شعبية متصاعدة في عدد من المدن الفرنسية والعواصم الأوروبية، تنديداً بالحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، والتي أسفرت حتى الآن عن سقوط أكثر من 176 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، ووجود أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي مطلق، تصعيد حربه على غزة، من خلال غارات جوية مكثفة، وعمليات عسكرية برية، وسياسات تجويع ممنهجة عبر غلق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية الأساسية.
بعض روابط الوقفات الإحتجاجية الداعمة لغزة في باريس منذ السابع من أكتوبر 2023