دخل الخلاف المتصاعد في فرنسا بين الإمام حسن الشلغومي، المعروف بقربه من الأوساط السياسية وزياراته المتكرّرة لإسرائيل، وبين النائبة الأوروبية الفرنسية ذات الأصل السوري ريما حسن، مرحلة جديدة بعد انتقاله من الجدل الإعلامي والسياسي إلى ساحات القضاء.
الشرارة الأخيرة اندلعت يوم 17 أوت 2025، حين نشرت ريما حسن تدوينة على منصة “إكس” أدرجت فيها أسماء شخصيات سياسية ودينية، من بينهم الشلغومي، مرفقة إياها برمز “الساعة”. واعتبر الأخير أن المنشور بمثابة “فتوى رقمية” تحرّض ضده، فتقدّم بشكوى أمام نيابة باريس متهما إياها بالتحريض على العنف وتكوين “عصابة بقصد ارتكاب جريمة قتل مع سابق الإصرار”، وهي تهم اعتبرها الإعلام الفرنسي ثقيلة.
من جهتها نفت ريما حسن أن يكون في منشورها أي دعوة للعنف، مؤكدة أنّ الأمر لا يتجاوز كشف “النفاق السياسي” لبعض الشخصيات. واعتبرت أن الدعوى ضدها مجرّد محاولة من أنصار إسرائيل لإسكات صوتها داخل البرلمان الأوروبي، خصوصا في مواقفها المدافعة عن القضية الفلسطينية.
ويعود الخلاف بين الطرفين إلى سنة 2024، حين خضعت ريما لتحقيق قضائي بسبب تصريحات اعتبرتها السلطات “ترويجا للإرهاب”، ثم تجدد في بداية 2025 بعدما دعا الشلغومي إلى سحب جنسيتها الفرنسية على خلفية مواقفها المؤيدة لغزة، فيما ردت هي بالتشكيك في تمثيله لمسلمي فرنسا.
ويرى متابعون أن المواجهة بين الشلغومي وريما حسن تعكس الانقسام الفرنسي حول حرب غزة: بين تيار سياسي وإعلامي يرفض أي تعاطف مع المقاومة الفلسطينية، وأصوات تعتبر أن الدفاع عن الفلسطينيين جزء من معركة أوسع من أجل العدالة والحرية.
حتى الآن لم يُحسم المسار القضائي، لكن من المنتظر أن تحيل نيابة باريس الملف إلى قاضي تحقيق يقرّر إن كان سيتم فتح قضية رسمية، وسط توقعات بتواصل التفاعل الإعلامي والسياسي حول هذه القضية في الأشهر القادمة.

