أفادت قناة سي بي إس أنّ قيادات عسكرية أميركية قدّمت للرئيس دونالد ترامب في 14/11/2025 مجموعة من الخيارات المحدثة بشأن تحركات محتملة تجاه فنزويلا، من بينها مقترحات لشن عمليات برية إذا تطلّب الوضع ذلك، في حين أكدت مصادر مطلعة أنّ الرئيس الأميركي لم يتخذ بعد قرارًا نهائيًا بشأن أي خطوة عسكرية. وتزامن هذا التطور مع إعلان الجيش الأميركي عن إطلاق عملية عسكرية جديدة تحمل اسم “الرمح الجنوبي”، وهي عملية قال وزير الحرب بيت هيغسيث في منشور على منصة إكس إنها تستهدف ما وصفهم بـ”الإرهابيين المرتبطين بالمخدرات” في نصف الكرة الغربي، معتبرًا أنّ المهمة تأتي في إطار حماية الأمن القومي الأميركي من تهديدات شبكات التهريب التي وصفها بأنها تحصد أرواح الأميركيين.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنّ مكتب الاستشارات القانونية التابع لوزارة العدل الأميركية أصدر رأيًا سريًا يؤكد أنّ العسكريين المشاركين في ضربات تستهدف قوارب مشتبهًا بها في البحر الكاريبي لن يخضعوا للملاحقة القانونية مستقبلًا، باعتبار أن الولايات المتحدة تخوض، وفق التقييم القانوني، نزاعًا مسلحًا غير دوليًا يسمح للرئيس باللجوء إلى هذه الصلاحيات بموجب المادة الثانية من الدستور. كما كشف مسؤول بوزارة الحرب يوم 13/11/2025 أنّ الجيش الأميركي نفّذ هذا الأسبوع غارته العشرين على قوارب يشتبه في تورطها بنقل المخدرات، مشيرًا إلى أن ضربة نُفّذت في البحر الكاريبي أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص صنّفوا باعتبارهم متورطين في أنشطة إرهابية مرتبطة بالتهريب، دون أن ينجو أحد منهم. وأضاف المسؤول أنّ عدد القتلى بلغ منذ بداية هذه العمليات تسعة وسبعين شخصًا، في حين أصيب اثنان وأُعيدا إلى بلديهما، كما نفّذت السلطات المكسيكية عملية إنقاذ بحرية واحدة عقب إحدى الغارات.
ويأتي هذا التصعيد بعد أن أصدر ترامب في أوت/أغسطس 2025 أمرًا تنفيذيًا يجيز توسيع الاعتماد على القوات المسلحة في مواجهة عصابات المخدرات بأميركا اللاتينية، بالتوازي مع إرسال سفن حربية وغواصة إلى السواحل القريبة من فنزويلا، في وقت يؤكد فيه هيغسيث أنّ الجيش الأميركي جاهز لتنفيذ أي خيارات مطروحة، بما في ذلك تغيير النظام في كراكاس.
من جهته، دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في مقابلة مع قناة سي إن إن يوم 12/11/2025 الشعب الأميركي إلى الوقوف مع فنزويلا للحفاظ على السلام في المنطقة. كما أمر بتشكيل قيادات دفاع وطني استعدادًا لأي تدخل محتمل. ووفق ما نقلته وكالة رويترز، بدأت فنزويلا نشر تجهيزات عسكرية من بينها معدات روسية الصنع، كما تعمل على وضع إستراتيجيتين للدفاع في حال وقوع هجوم أميركي. وتقوم الإستراتيجية الأولى، التي تحمل اسم “المقاومة المطوّلة”، على تكوين وحدات صغيرة تعتمد أسلوب حرب العصابات عبر أكثر من مئتين وثمانين موقعًا لتنفيذ عمليات تخريبية وإرباك القوات المهاجمة. أما الإستراتيجية الثانية، المعروفة باسم “الفوضى”، فتهدف إلى استخدام أجهزة الاستخبارات وأنصار الحزب الحاكم المسلحين لإحداث اضطرابات واسعة في العاصمة كراكاس وجعلها غير قابلة للسيطرة من قبل أي قوة أجنبية.
وأثار استهداف الجيش الأميركي المباشر لأفراد على متن قوارب في الكاريبي والمحيط الهادئ، بدعوى تورطهم في تهريب المخدرات، جدلًا كبيرًا داخل المجتمع الدولي، حيث اعتبرت عدة جهات أنّ هذه الممارسات تندرج ضمن عمليات قتل خارج إطار القانون وتطرح تساؤلات حول مدى التزام الولايات المتحدة بالمعايير الدولية في مكافحة الجريمة المنظمة.
المصدر : وكالات

