قبل أكثر من شهر، شهدنا موقفًا كارثيًا كشف عن حجم الخيانة والتطبيع الذي باتت تتبناه بعض الأنظمة والحكام العرب تجاه القضية الفلسطينية وشعبها المظلوم. قافلة الصمود، التي انطلقت من تونس حاملة دعمًا صادقًا لغزة المحاصرة، تعرضت لعراقيل وتنكيل غير إنساني على يد قوات المشير خليفة حفتر.
في مشاهد مؤلمة، تم منع القافلة من العبور إلى الجانب المصري عبر معبر رأس جدير، واحتجزت على مشارف مدينة سرت وسط الصحراء الليبية، حيث مُنع المتضامنون من الطعام والشراب والمبيت، وكأنهم أعداء وليسوا إخوة في وطن واحد. هذه الإجراءات التي تحاكي ممارسات الاحتلال الإسرائيلي نفسه، تكشف بوضوح وجه الخيانة لدى بعض القادة العرب الذين يختارون التطبيع والتواطؤ على حساب شعب فلسطين.
حادثة قافلة الصمود ليست مجرد منع لقافلة إنسانية، بل هي رمز صارخ لمدى تراجع القيم الوطنية والإنسانية لدى حكام يتعاملون مع القضية الفلسطينية كرهينة في لعبة مصالحهم الضيقة. إنها تذكير صارخ لنا جميعًا بأن القضية الفلسطينية ليست محمية بعد من قبل بعض من يُفترض فيهم القيادة، وأن التطبيع لم يكن يومًا خيارًا بعيدًا عنهم، بل هو حقيقة تتكرر أمام أعيننا.
علينا أن لا ننسى هذا المشهد، وأن نرفع الصوت عاليًا في وجه كل من يختار الوقوف ضد شعب فلسطين، وأن نُجدد العهد على دعمهم ومساندتهم، رغم كل الخيانات. فلسطين حية في قلوب الأحرار، ولن تخبو نار مقاومتها مهما طالت سنوات الظلم والتخاذل.
المصدر : new media tv

