لم تكن تعلم أن ما خطّته بأناملها المرتجفة سيصبح وداعها الأخير.
ديما عوّاد، فتاة فلسطينية من غزة، لم تكن تحمل سوى قلبٍ موجوع وحنين لأحبة غيّبتهم الحرب… كتبت قبل أيام فقط:
“بنستنى لحظة تجمعنا بحبايبنا… حبايبنا بالجنة.”
كأنها شعرت أن اللقاء بات قريبًا، كأنها كانت تُمهّد لرحيلها.
ديما لم تكن تحمل سلاحًا، بل كلمات.
لم تكن تملك درعًا، بل ذاكرة مليئة بالحب والفقد.
واليوم، غابت ديما… لكنها لم تختفِ.
استُشهدت في إحدى المجازر الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، لترتقي روحها إلى من انتظرتهم طويلًا، أولئك الذين قالت عنهم “حبايبنا بالجنة”.
ديما لم تكتب فقط وصيّتها، بل كتبت تاريخًا صغيرًا من الألم الفلسطيني المتجدد…
وغادرت بصمت، كما تفعل الأرواح الطيّبة دائمًا.


