في تصعيد جديد للصراع السياسي داخل الولايات المتحدة، أثار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب موجة واسعة من الجدل، بعد أن شارك على منصته “تروث سوشيال” مقطع فيديو تم توليده بالذكاء الاصطناعي، يصوّر لحظة اعتقال الرئيس الأسبق باراك أوباما داخل البيت الأبيض، بطريقة أشبه بمشاهد سينمائية مثيرة.
الفيديو، الذي يُظهر أوباما جالسًا إلى جانب ترامب داخل المكتب البيضاوي قبل أن يتدخل عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لتقييده، يُختتم بمشهد أكثر استفزازًا، حيث يظهر أوباما راكعًا على ركبتيه داخل زنزانة انفرادية مرتديًا زي السجناء.
ورغم أن ترامب لم يكن أول من نشر الفيديو، إلا أن مشاركته له أثارت انتقادات واسعة، خاصة أن المقطع حقق انتشارًا كبيرًا، متجاوزًا حاجز 400 ألف مشاهدة على عدة منصات. وقد كشفت “وكالة سند” للتحقق من الأخبار، التابعة لشبكة الجزيرة، أن الفيديو تم إنشاؤه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ليس حقيقيًا بأي شكل من الأشكال.
وتتزامن هذه الحملة البصرية مع تطورات خطيرة في المشهد السياسي الأميركي، أبرزها صدور بيان من “مكتب مدير الاستخبارات الوطنية” (ODNI) بتاريخ 18 يوليو/تموز، يزعم وجود “أدلة جديدة” على تلاعب إدارة أوباما بمعلومات استخبارية بعد فوز ترامب في انتخابات 2016. وجاء في البيان أن بعض المسؤولين في تلك الفترة سعوا إلى تقويض شرعية الرئيس المنتخب من خلال تسريب معلومات مضللة حول تدخل روسي مزعوم.
اللافت أن مديرة الاستخبارات الوطنية الحالية، تولسي غابارد، وهي سياسية معروفة بمواقفها المثيرة للجدل، أكدت أنها تمتلك وثائق تثبت تورط شخصيات رفيعة من إدارة أوباما ومجلس الأمن القومي في “مؤامرة خيانة” تستهدف إرادة الناخب الأميركي. وصرحت بأنها سلّمت هذه الأدلة إلى وزارة العدل لفتح تحقيق رسمي.
تعليق ترامب على هذه التطورات جاء حادًا ومباشرًا، حيث قال عبر منصته: “ما حدث كان أخطر من تسييس الاستخبارات، لقد استُخدمت معلومات مفبركة لتحقيق أهداف إدارة أوباما لتقويض إدارتي”. ويبدو أن نشر الفيديو المفبرك جاء في هذا السياق، كرسالة سياسية مشحونة موجهة إلى خصومه الديمقراطيين.
في ظل تزايد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الصراع السياسي، تطرح هذه الحادثة أسئلة جادة حول أخلاقيات الخطاب الانتخابي في عصر الإعلام الرقمي، ومدى قدرة المؤسسات الديمقراطية على التصدي لما يُعرف بـ”الواقع المزيف”، حيث بات من الصعب على المواطن العادي التمييز بين الحقيقة والخداع البصري عالي الدقة.
المصدر .. وسائل اعلام أمريكية

