تواصلت التحركات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، حيث شهدت محافظة القنيطرة مساء الأحد 24 أوت 2025 ثالث عملية توغل لقوات الاحتلال خلال الشهر الجاري.
ووفق ما نقلته قناة الإخبارية السورية الرسمية، اقتحمت قوة إسرائيلية قرية “عين العبد” الواقعة بريف القنيطرة، وقامت بعمليات تفتيش داخل أحد المنازل، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن نتائج العملية أو مصير السكان.
ويأتي هذا التطور بعد أيام قليلة من توغل سابق في قرية “الصمدانية الغربية” يوم 11 أوت، حيث دخلت دورية مؤلفة من ثلاث سيارات عسكرية إسرائيلية إلى عمق الأراضي السورية. وفي نفس التاريخ، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال اعتقال من وصفه بـ”تاجر أسلحة” في جنوب سوريا، دون تقديم إثباتات أو تحديد الموقع الدقيق.
وفي 9 أوت، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن قوات إسرائيلية نصبت حواجز مؤقتة في عدد من قرى ومدن القنيطرة قبل انسحابها إلى مواقعها داخل الشريط الحدودي المحتل.
هذا وتزامنت عمليات التوغل الميداني مع إعلان تل أبيب اعتقال عدد من السوريين في منطقة جبل الشيخ، بدعوى محاولتهم تهريب أسلحة إلى لبنان، في وقت لم تُحدّد فيه إن كانت العملية قد جرت ضمن نطاق محافظة القنيطرة أو ريف دمشق.
ومنذ مطلع جانفي 2025، كثّف الاحتلال الإسرائيلي من عملياته في جنوب سوريا، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر ديسمبر 2024، وسيطرة إدارة جديدة على مفاصل الدولة. وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي يحتل حالياً جبل الشيخ وشريطاً أمنياً بعمق يصل إلى 15 كيلومتراً في بعض المناطق، ويُحكِم قبضته على أكثر من 40 ألف مواطن سوري داخل المنطقة العازلة الخاضعة لسيطرته.
ورغم التنديدات السورية المتكررة ورفضها التام لهذه الانتهاكات، تؤكد دمشق التزامها باتفاق فصل القوات الموقع سنة 1974، في حين تستغل تل أبيب حالة الفوضى الداخلية لتكريس أمر واقع جديد في الجولان ومحيطه.

