في مواجهةٍ مفتوحة مع الظلم والحصار، تستعد سفينة “حنظلة” للإبحار من ميناء سرقوسة الإيطالي في الثالث عشر من جويلية 2025، حاملةً على متنها شحنة من المساعدات الإنسانية، وأحلامًا ثقيلة بالحرية، يرافقها عشرات المتطوعين من مختلف أنحاء العالم، في مهمةٍ جديدة لتحالف أسطول الحرية، لكسر الحصار الإسرائيلي الجائر المفروض على قطاع غزة.
تأتي هذه الرحلة وسط تواطؤ دولي وصمت رسمي مريب، بينما تستمر آلة القتل الإسرائيلية في حصد الأرواح بلا رحمة. فمنذ مارس الماضي، حين خرقت قوات الاحتلال وقف إطلاق النار، سقط أكثر من 6,500 فلسطيني شهيدًا، وأُصيب أكثر من 23 ألفًا، كثيرٌ منهم قضى أثناء محاولته الوصول إلى الغذاء أو الدواء عند نقاط توزيع تُسيطر عليها جهات مدعومة من “إسرائيل” والولايات المتحدة.
وتُبحر “حنظلة” بعد أسابيع من عدوانٍ مباشر على سفينة “مادلين” التابعة لنفس التحالف، حين أقدمت قوات الاحتلال على مهاجمتها واختطاف 12 مدنيًا كانوا يحملون الدواء والكرامة في وجه الحصار.
تحمل السفينة اسم “حنظلة”، الرمز الفلسطيني الذي رسمه ناجي العلي، ذاك الطفل الذي أدار ظهره للعالم احتجاجًا على خذلان القضية، لكنه ظل شاهدًا دائمًا على الألم والمقاومة. وها هو “حنظلة” يعود، هذه المرة في هيئة سفينة، ليحمل صوته إلى العالم ويصرخ من جديد: غزة ليست وحدها.
منذ أكتوبر 2023، قُتل أو جُرح أكثر من 50 ألف طفل فلسطيني في غزة، وأكثر من مليون إنسان يعيشون بلا مأوى، تحت القصف، وسط العتمة والجوع والخراب. الرحلة ليست فقط لفك الحصار، بل لتذكير العالم بأن هناك من لا يزال يحمل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية، ويجرؤ على قول “لا” لجرائم تُرتكب على مرأى من الجميع.
سفينة “حنظلة” تُبحر من أجلهم… من أجل الأطفال الذين ولدوا وسط القصف، من أجل العائلات التي فُقدت، ومن أجل مستقبلٍ يحاول أن يُولد رغم ركام الموت.

