في تصعيد غير مسبوق للأزمة الإقليمية، أعلن عضو في لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، اليوم الأحد، أن الحرس الثوري الإيراني مستعد لإغلاق مضيق هرمز إذا اقتضت الظروف، مؤكداً أن هذه الخطوة قيد الدراسة الجادة.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية أن البرلمان صادق مبدئياً على قرار إغلاق المضيق، في انتظار موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي لاتخاذ القرار النهائي. كما أشار النائب إسماعيل كوثري، القيادي في الحرس الثوري، إلى أن خيار الإغلاق مطروح “وسيُنفّذ عند الضرورة”.
وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية بأن قائد البحرية في الحرس الثوري هدّد بإغلاق المضيق خلال ساعات، بينما قالت النائبة الإيرانية سارة فلاحي إن اللجنة البرلمانية للأمن القومي ستناقش الإجراء المحتمل في جلسة خاصة.
من جهتها، حذرت واشنطن من تداعيات هذه الخطوة، حيث صرّح نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، في حديث لشبكة “NBC”، بأن أي تحرك إيراني لإغلاق المضيق سيُعد “عملاً انتحارياً”، مؤكداً أن الولايات المتحدة تلقت إشارات غير مباشرة من طهران عقب الغارات الأميركية الأخيرة.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من تنفيذ القوات الجوية الأميركية ضربات استهدفت منشآت نووية إيرانية، من بينها موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى منشآت في نطنز وأصفهان، في إطار تدخل مباشر للولايات المتحدة في المواجهة بين إسرائيل وإيران.
وردّت إيران بإطلاق دفعتين من الصواريخ الباليستية على أهداف إسرائيلية، أسفرت عن دمار واسع في مناطق عدة بتل أبيب الكبرى، وحيفا، ومدينة نيس تسيونا جنوباً.
وفي تطور لافت، تدرس طهران أيضاً الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، في خطوة من شأنها أن تزيد من تعقيد المشهد النووي الإقليمي والدولي.
يُشار إلى أن مضيق هرمز يُعد أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، إذ يمر عبره ما يقارب ثلث الإنتاج العالمي من النفط، ويُوصف بأنه “شريان الطاقة العالمي”.
ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي على إيران منذ 13 جوان الجاري ، والذي استهدف منشآت نووية وقواعد عسكرية وعلماء بارزين، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين حتى الآن.

