أُوقفت قافلة “الصمود” الشعبية المتجهة إلى مدينة بنغازي دعمًا لأهالي غزة، صباح الجمعة، على مشارف مدينة سرت من قبل قوات أمن تابعة للسلطات في شرق ليبيا، بدعوى ضرورة انتظار التعليمات النهائية من بنغازي للسماح بمرورها.
وفي بيان رسمي، أوضحت “تنسيقية العمل المشترك من أجل غزة” أن القافلة، التي انطلقت من تونس وتحمل ناشطين من دول مغاربية عدة، جرى توقيفها منذ نصف ساعة دون إذن بالعبور، رغم المواقف السياسية المعلنة المرحبة بالمبادرة.
وعلى إثر ذلك، قررت هيئة تسيير القافلة التخييم على جانب الطريق إلى حين اتضاح الموقف، مؤكدة في بيانها أن “جميع المشاركين بخير”، وموجهة نداءً للسلطات في بنغازي لتجسيد دعمها العملي للمبادرة كما جاء في بيان وزارة الخارجية الصادر مساء الخميس.
القافلة، التي تضم نحو 1500 مشارك على متن 20 حافلة وأكثر من 350 مركبة، تمثل تحركًا شعبيًا تضامنيًا يحمل رسالة إنسانية خالصة، تهدف إلى كسر الحصار وتجديد الدعم العربي لصمود سكان قطاع غزة في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة هناك.
خلافات داخلية تعرقل المسار
مصادر محلية أشارت إلى وجود تباين واضح داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية بشرق ليبيا، حيث تعارض فصائل ذات توجهات دينية متشددة مرور القافلة، بينما تبدي تشكيلات أمنية أخرى تخوفًا من مرافقة بعض الشبان الليبيين خشية حدوث احتكاكات مع قوات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر.
وبرغم اتفاق مبدئي تم التوصل إليه بين صدام حفتر (نجل حفتر) وأحد القادة من مصراتة للسماح بمرور القافلة، إلا أن أطرافًا أخرى داخل المنظومة الأمنية بشرق ليبيا يُعتقد أنها تحاول إفشال الاتفاق.
ترحيب شعبي واستنفار تضامني
القافلة كانت قد وصلت الليلة الماضية إلى مدينة زليتن حيث استُقبلت بحفاوة شعبية كبيرة، بعد أن جابت عدة مدن ليبية منذ دخولها من تونس. ودعت تنسيقية القافلة إلى تدخل الجهات المسؤولة لتيسير عبورها، مجددة تأكيدها على سلمية المسيرة وأهدافها الإنسانية.
في الوقت ذاته، تتصاعد مبادرات عربية لكسر الحصار المفروض على غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركيًا، والذي أدى إلى سقوط أكثر من 182 ألف شهيد وجريح، وسط أوضاع إنسانية مأساوية يمر بها أكثر من 2.4 مليون فلسطيني محاصر.

