Lebanon's diva Fairuz, center left, one of the Arab world's most popular singers and the mother of Ziad Rahbani, a visionary Lebanese composer, playwright, pianist and political provocateur, who died last Saturday at age 69, arrives to attend her son's funeral at a church in Bekfaya town, mount Lebanon, Monday, July 28, 2025. (AP Photo/Mohammed Anouti) XHM115
شهد شارع الحمرا في بيروت اليوم مراسم وداع حاشدة للفنان والموسيقار اللبناني الكبير زياد الرحباني، ابن الأسطورة فيروز، الذي غادرنا بعد مسيرة فنية استثنائية ترك خلالها أثراً عميقاً في الموسيقى والمسرح اللبناني والعربي.
احتشد مئات المحبين والجمهور في الشارع الذي لطالما كان مسرحًا لأعماله المسرحية والموسيقية، للتعبير عن حزنهم على رحيل أحد أهم رموز الإبداع الفني في لبنان. ووسط هذا الحضور الكبير، برز المشهد الأكثر تأثيرًا بظهور الفنانة الكبيرة فيروز، التي جاءت لتودّع ابنها في لحظة تعكس قوة العلاقة العائلية والفنية بينهما.
فيروز، التي لطالما كانت صوت لبنان وأيقونته الغنائية، وقفت بصمتها المعتاد وهي تلقي نظرة الوداع على ابنها، حاملة بين ملامحها كل مشاعر الحزن والفخر في آنٍ واحد. حضورها أثار مشاعر الحاضرين وجعل من وداع زياد مناسبة استثنائية تعبّر عن معاناة الأمة وجمال الفن في آنٍ واحد.
تاريخ فني حافل ومسيرة إبداع
ولد زياد الرحباني في 1956 في بيروت، وهو الابن الأكبر للفنانة فيروز والموسيقار عاصي الرحباني، وقد نشأ في أسرة فنية عريقة. بدأت مسيرته الفنية في سن مبكرة، حيث عمل كملحن ومؤلف ومخرج مسرحي، وابتكر أسلوبًا فنيًا فريدًا جمع بين النقد الاجتماعي والسياسي والفكاهة الساخرة.
اشتهر زياد بتقديم مسرحيات موسيقية جسدت الواقع اللبناني بكل أبعاده، كما لُقّب بـ”المجنون” و”الذكي” لفنه الجريء والساخر. من أشهر أعماله: “بكرا الصبح”، “بعلبك 82″، و”الملك هو الملك”، التي نالت إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء. كما تعاون مع والدته فيروز في العديد من الأعمال التي كانت علامة بارزة في تاريخ الموسيقى العربية.
أثرى زياد الساحة الفنية بأعماله التي تناولت موضوعات مثل الحرب، السياسة، والحياة الاجتماعية بأسلوب فني جديد، جعل منه صوتًا يعبر عن تطلعات وآلام الشعب اللبناني.
نهاية الرحلة ووداع في المتن الشمالي
بعد الوداع في شارع الحمرا، نُقل جثمان زياد الرحباني إلى مسقط رأسه في المتن الشمالي بجبل لبنان، حيث من المقرر أن يُوارى الثرى بحضور العائلة، الأصدقاء، وشخصيات فنية وثقافية. هذا الوداع يختتم حياة فنان غيّر ملامح المسرح والموسيقى في لبنان، وترك إرثًا لا ينسى للأجيال القادمة.
المصدر : وسائل اعلام لبنانية

