في مشهد يتكرر يومًا بعد آخر، تتساقط الأرواح في قطاع غزة تحت نيران الاحتلال الإسرائيلي، بينما يروّج العالم لـ”هدنة إنسانية” لا تصل إلى أرض الواقع إلا في تصريحات المسؤولين. منذ ساعات الفجر الأولى، ارتقى 26 شهيدًا جراء القصف الإسرائيلي، بينهم خمسة مدنيين قتلوا أثناء انتظارهم المساعدات قرب مركز توزيع.
ورغم إعلان قوات الاحتلال فتح ممرات إنسانية مؤقتة في ثلاث مناطق مكتظة بالسكان، فإن ما وصل من المساعدات لا يكفي حتى لبضع مئات، في وقت يعيش فيه أكثر من مليوني إنسان تحت الحصار، وسط شحّ الماء والغذاء، وانهيار كامل للمنظومة الصحية.
ولم تكتف قوات الاحتلال بتضييق الخناق، بل استغلت ما سُمي “الهدنة” لشن مجازر جديدة، طالت الجائعين والنازحين على أبواب مراكز الإغاثة. الهجمات الإسرائيلية لم تميز بين طفل وامرأة، ولا بين مدني أو مقاوم.
في المقابل، نفذت المقاومة الفلسطينية كمينًا محكمًا شرق خان يونس، استهدفت فيه قوة إسرائيلية متوغلة، وأوقعت إصابات مباشرة في صفوفها، وفق ما أفادت به مصادر ميدانية تابعة للمقاومة.
على المستوى السياسي، قال خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، إن الاحتلال يستخدم المفاوضات غطاءً لقتل المزيد من المدنيين، مؤكدًا أن المقاومة قدّمت أقصى درجات المرونة، بينما رد الاحتلال بـ”انسحاب متعمّد” هدفه حرق الوقت وتوسيع الإبادة الجماعية.
أما إقليميًا، فقد لقيت المرحلة الرابعة من الحصار البحري الذي أعلنت عنه القوات المسلحة اليمنية ترحيبًا واسعًا من فصائل المقاومة الفلسطينية، معتبرة أن هذا التحرك يشكل رافعة ضغط حقيقية على الاحتلال وشركات الشحن المرتبطة به.
وبينما تتساقط الجثث وتُهدم البيوت، تبقى غزة محاصرة بين هدنة كاذبة وواقع دموي، في وقت تزداد فيه التساؤلات حول دور المجتمع الدولي وصمته المريب أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة.

