على بعد أميال من اليابسة، وفي عرض البحر الذي لا يرحم، وجد عشرات المهاجرين الأفارقة أنفسهم عالقين وسط الأمواج بعد أن تعطل محرك قاربهم المتجه نحو الحلم الأوروبي. الرحلة، التي بدأت من سواحل مدينة كامسار في غينيا منتصف يوليو، تحولت إلى تجربة مريرة عاش فيها الركاب ساعات طويلة من الخوف واليأس.
القارب، الذي كان يقلّ عشرات الشبان والنساء من دول غرب أفريقيا، بينهم غينيون وسنغاليون وغامبيون، تعطلت به السبل بعد أن توقف محركه عن العمل وسط البحر. ولأكثر من يومين، ظل الركاب في حالة من الانجراف تحت رحمة التيارات البحرية، دون طعام كافٍ أو ماء، بينما كانت حرارة الشمس والقلق من الغرق تفتك بهم.
ومع استمرار الانجراف في المجهول، تمكن الركّاب من إرسال نداء استغاثة التقطته سفينة مارة، سارعت بدورها للتدخل وإنقاذ القارب العالق قبل أن تسلمه إلى خفر السواحل الموريتاني، حيث جرت عمليات إغاثة أولية للمهاجرين.
ورغم نجاتهم، يبقى هذا الحادث تذكيراً مأساوياً بمصير الآلاف من المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم سنوياً في محاولة للوصول إلى أوروبا عبر طرق بحرية محفوفة بالموت. ووفق منظمات إنسانية، فإن أكثر من 10,500 شخص فقدوا حياتهم في البحر هذا العام وحده أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الإسبانية.
ورغم هذه الأرقام المروعة، يستمر تدفق المهاجرين عبر المحيط الأطلسي، حيث وصل نحو 46,800 مهاجر إلى جزر الكناري منذ بداية عام 2024، في رحلة لا تزال تمثل للكثيرين أملاً أخيراً للهروب من الفقر والبطالة وانعدام الاستقرار.

