أثار إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن فتح “ممرات إنسانية” ووقف مؤقت لإطلاق النار في بعض مناطق قطاع غزة موجة واسعة من التشكيك والغضب عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف ناشطون هذه الخطوة بأنها محاولة لتلميع صورة الاحتلال تحت غطاء إنساني زائف، في ظل تصاعد الضغوط الدولية وانتشار صور المجاعة المروّعة.
وبينما بدأت شاحنات المساعدات بالتحرك من مصر باتجاه القطاع، قال مراقبون إن الخطوة لا تعكس تحولًا إنسانيًا حقيقيًا، بل تأتي في إطار مناورة سياسية وإعلامية تهدف إلى كسر حدة الانتقادات المتزايدة لإسرائيل، بعد اتهامات صريحة باستخدام التجويع كأداة حرب، في تقارير أممية ودولية.
الجيش الإسرائيلي أعلن عن وقف يومي مؤقت للعمليات العسكرية في ثلاث مناطق: المواصي، دير البلح، ومدينة غزة، من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثامنة مساء، إضافة إلى تفعيل “مسارات آمنة” بين السادسة صباحًا والحادية عشرة ليلاً.
لكن هذه التحركات قوبلت بتشكيك واسع، إذ رأى النشطاء أن هذه الإجراءات لا تُغيّر في جوهر سياسة العقاب الجماعي، بل تُدار فقط لتجميل المشهد مؤقتًا، بينما تستمر الحرب والدمار، وتبقى مئات آلاف العائلات في مواجهة الجوع والبرد والتهجير.
وأشاروا إلى أن المساعدات محدودة كمًّا ونوعًا، والمسارات ليست آمنة بما يكفي، فيما يبقى القرار الإسرائيلي قابلًا للانعكاس في أية لحظة بحسب حسابات الحرب أو الخلافات السياسية داخل الحكومة الإسرائيلية.
وتساءل ناشطون:
“هل تكفي فتات المساعدات هذه لدرء المجاعة؟ أم أنها مجرد قناع هش لوجه الاحتلال الحقيقي؟”
وأكدوا أن ما يجري هو مجرد “إدارة للأزمة وليس حلاً لها”، مطالبين بعدم الانخداع بهذه الخطوات الرمزية، وبتكثيف الضغط الدولي لإنهاء الحصار، ووقف ما وصفوه بـ”الإبادة الجماعية المستمرة”.

