في غزة، لا يموت الناس فقط تحت الأنقاض، بل يموتون جوعًا، ببطء، وأمام أعين العالم.
115 شهيدًا جديدًا، ليسوا ضحايا قصف أو نيران مباشرة، بل ضحايا مجاعة مفروضة، وحصار محكم، وتجويع ممنهج تحوّل إلى سلاح حرب صامت لكنه أكثر فتكًا من القنابل. هذا ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان كشف جانبًا من الكارثة التي يعيشها أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع، مع غياب شبه كامل للغذاء والدواء ومياه الشرب.
الأطفال، كما هي العادة، يدفعون الثمن الأكبر. أجسادهم الهزيلة تُصارع الجوع وسط صمت دولي مطبق، ووعود فارغة بإدخال مساعدات لم تصل، أو وصلت ولكنها بقيت عالقة عند المعابر. لا حليب أطفال، لا مكملات غذائية، لا مواد طبية، فقط أجساد صغيرة تنهار واحدة تلو الأخرى.
أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية، قالها بوضوح: “كل دقيقة تمر تعني موت طفل آخر”. فالكارثة لم تعد قادمة، إنها تحدث الآن، وكل تأخير في إدخال المساعدات هو حكم إعدام جديد.
منظمات دولية بدأت تعلن صدمتها، وإن متأخرة. اللجنة الدولية للإنقاذ وصفت ما يجري بأنه “أزمة جوع من صنع الإنسان”، مؤكدة أن الحصار الإسرائيلي شبه الكامل هو ما يدفع غزة إلى حافة المجاعة الجماعية. أما منظمة العفو الدولية، فذهبت إلى أبعد من ذلك، متهمة إسرائيل بـاستخدام التجويع كأداة حرب وإبادة جماعية ممنهجة، ودعت إلى رفع الحصار فورًا، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون شروط أو عراقيل.
لكن كل هذه الإدانات، على أهميتها، لا تطعم طفلاً جائعًا، ولا تعيد الحياة إلى رضيع لفظ أنفاسه الأخيرة لأن والدته لم تجد له جرعة حليب.
18 عامًا من الحصار، وأكثر من 9 أشهر من الحرب، خلّفت أكثر من 202 ألف شهيد وجريح، وتسببت في نزوح 1.5 مليون إنسان، ودمرت البنية التحتية كاملة. لكن ما يجري اليوم يفتح فصلاً جديدًا من المأساة: الموت جوعًا كأقصى درجات القتل البطيء.
وفي ظل هذا الواقع المأساوي، تزداد التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة، بينما تواصل إسرائيل منع دخول الغذاء والدواء، وتستخدم معابر القطاع كأداة تحكم في حياة ملايين المدنيين.
المصدر : المكتب الإعلامي الحكومي في غزة

