غيب الموت فجر اليوم الجمعة، 18 جويلية 2025، الزميل الصحفي والمناضل الإعلامي يوسف الوسلاتي، أحد أبرز الوجوه المهنية والنقابية في المشهد الصحفي التونسي، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والكفاح في سبيل حرية الكلمة واستقلالية الصحافة.
الراحل كان من القيادات البارزة في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، حيث شغل عضوية المكتب التنفيذي، وأسهم بفاعلية في رسم السياسات النقابية وتنسيق المؤتمرات المهنية التي كانت محطات مفصلية في تاريخ الصحافة التونسية.
عرف الفقيد بنزاهته الفكرية، وبأسلوبه النقدي الهادئ والعميق، حيث لم يتوانَ عن الدفاع عن زملائه وزميلاته في مختلف المحطات الصعبة التي مر بها القطاع، وكان دوماً من المدافعين الأشدّاء عن القيم الصحفية النبيلة، وعلى رأسها الحرية، والاستقلالية، والكرامة المهنية.
في مسيرته التحريرية، تولّى الوسلاتي رئاسة تحرير كل من جريدة “الشعب” التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، ومجلة “آخر خبر”، إضافة إلى عمله في عدد من المؤسسات الإعلامية التونسية والعربية، حيث خلّف أثراً واضحاً في كل تجربة خاضها، لما اتسم به من مهنية عالية وأخلاق راقية.
وفي بيان نعي مؤثر، عبّرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عن عميق حزنها لفقدان أحد أعمدتها، مستحضرة دماثة أخلاقه، وحضوره الدائم في النضالات النقابية والمهنية، ومواقفه المشرفة في دعم حرية التعبير والتصدي لكل محاولات تقييد الصحفيين.
من جانبها، تقدّمت إذاعة موزاييك آف آم بأحرّ التعازي إلى عائلة الفقيد وإلى الأسرة الإعلامية الموسّعة، سائلة الله عزّ وجل أن يتغمّده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله ورفاقه جميل الصبر والسلوان.
يوسف الوسلاتي لم يكن مجرّد صحفي، بل كان صوتًا حرًّا لا يساوم، ومثالًا يُحتذى في الالتزام المهني والنزاهة الأخلاقية.

