أكد رئيس الجمهورية قيس سعيّد خلال لقائه وزير الشؤون الاجتماعية ” عصام الأحمر” يوم الأربعاء على ضرورة القيام بمراجعة جذرية لدور الصناديق الاجتماعية في تونس، مبرزًا أن هذه المؤسسات لم تعد قادرة على مواصلة العمل بالآليات والمفاهيم التقليدية التي ساهمت في اختلال توازنها وضعف أدائها، مشددًا على أن استرجاع الصناديق الاجتماعية لدورها الحيوي في حماية الحقوق الاجتماعية للمواطنين يمرّ عبر تغيير عميق في طريقة التفكير وفي أساليب الإدارة والتسيير. واعتبر رئيس الدولة أن الدور الاجتماعي للدولة ليس منّة أو فضلًا من السلطة، بل هو حقّ أصيل ومشروع لكل مواطن، يتعين تكريسه من خلال سياسات عادلة ومقاربات جديدة تقطع مع التصورات القديمة التي أفرغت العمل الاجتماعي من مضمونه الحقيقي. كما دعا إلى التخلص من اللغة التي تُقدَّم بها الخدمات الاجتماعية، مؤكدًا أن على الدولة أن تتعامل مع المسألة الاجتماعية كأولوية وطنية لا كواجب ثانوي أو موسمي، مشيرًا إلى أن العدالة الاجتماعية تمثّل أحد أسس بناء الدولة الجديدة التي تضع كرامة الإنسان وحقوقه الاقتصادية والاجتماعية في صميم مشروعها الوطني. وشدد الرئيس على أن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد انطلاقة جديدة للعمل الاجتماعي، تستند إلى فكر إصلاحي حقيقي، وتوفر حلولًا مبتكرة ومستدامة لفائدة الفئات الضعيفة والهشة، بما يرسّخ قيم التضامن ويعزز الثقة في مؤسسات الدولة.

