كشفت وكالة “أسوشيتد برس”، نقلاً عن تقرير استخباراتي فرنسي، أن الصين أطلقت حملة منظمة عبر سفاراتها في عدد من الدول بهدف تقويض مبيعات المقاتلة الفرنسية “رافال”، من خلال تشويه صورتها والتشكيك في أدائها القتالي، خصوصاً خلال النزاع الأخير بين الهند وباكستان.
ووفقًا للتقرير، لعب الملحقون العسكريون الصينيون في السفارات بالخارج دوراً رئيسياً في هذه الحملة، حيث عقدوا اجتماعات مع مسؤولين أمنيين وعسكريين من دول مختلفة، نقلوا خلالها روايات تزعم أن طائرات “رافال” التابعة للقوات الجوية الهندية أظهرت أداءً ضعيفاً خلال المعارك، وأن طائرات صينية الصنع تقدم بديلاً أكثر تطوراً وفعالية.
وكانت إندونيسيا من بين أبرز الدول المستهدفة بهذه الحملة، رغم أنها سبق أن أبرمت صفقة لشراء “رافال”، إذ سعت بكين إلى إقناعها بعدم شراء المزيد من هذه المقاتلات، إضافة إلى ثني مشتريين محتملين عن اتخاذ قرار مماثل.
تضليل رقمي وتلاعب بالصور
وبحسب ما نقلته “أسوشيتد برس”، فإن حملة التشويه لم تقتصر على اللقاءات المباشرة، بل شملت أيضاً نشر مواد مفبركة على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، تضمنت صوراً معدلة يُزعم أنها لحطام طائرات “رافال”، إضافة إلى محتوى مولّد بالذكاء الاصطناعي وفيديوهات مستوحاة من ألعاب إلكترونية تُحاكي معارك مفترضة، بغرض الإيحاء بفشل الطائرة الفرنسية في مهامها القتالية.
الاستفادة من التوترات الإقليمية
وتزامنت الحملة الصينية مع الجولة الأخيرة من التصعيد العسكري بين الهند وباكستان في مايو الماضي، والتي بدأت بعد هجوم دموي في كشمير أسفر عن مقتل 26 سائحاً هندياً. وقد ادعت باكستان حينها أنها أسقطت خمس طائرات هندية، بينها ثلاث طائرات “رافال”، وهي الرواية التي تم استغلالها لتسليط الضوء على “ضعف” أداء هذه الطائرات.
فرصة لتسويق الطائرات الصينية
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة “تايمز” البريطانية أن هذا التصعيد منح الصين فرصة ذهبية لترويج مقاتلاتها، مثل J-10 وJF-17، خاصة أنها تُباع بأسعار أقل من نظيراتها الغربية. كما أشار التقرير إلى أن أسهم شركة “أفيك تشنغدو” الصينية المصنعة للطائرات شهدت ارتفاعًا بنسبة 40% خلال 5 أيام فقط بعد انتهاء القتال.
إذا صحت هذه المعلومات، فإن ما يحدث يعكس تصعيدًا جديدًا في الحرب غير المعلنة بين القوى الكبرى في سوق السلاح، حيث لم تعد المنافسة تقتصر على الأداء العسكري، بل أصبحت تشمل حملات دعائية وتضليل رقمي منظم ضمن صراعات النفوذ والصفقات الاستراتيجية.

