في خطوة تهدف إلى احتواء تداعيات التصعيد العسكري الأخير، أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اتصالًا هاتفيًا بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أكد فيه أن القصف الصاروخي الذي استهدف قاعدة العديد الجوية لم يكن موجهًا ضد قطر، بل جاء ردًا مباشرًا على “العدوان الأميركي” الذي طال الأراضي والمنشآت الإيرانية.
وقال بزشكيان خلال الاتصال:
“نُدرك تمامًا النوايا الودية التي تُكنّها قطر تجاه إيران، ونُقدّر كل أشكال الدعم والتضامن التي أبدتها الدوحة في أوقات سابقة”، مشددًا على أن “استهداف قاعدة العديد لا يعني أبدًا توجيه رسالة عدائية إلى دولة قطر الشقيقة والصديقة والجارة”.
قطر تستدعي السفير الإيراني وتُحذر من انتهاك السيادة
ردًا على الهجوم، استدعت وزارة الخارجية القطرية السفير الإيراني لدى الدوحة علي صالح آبادي، حيث أعرب سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، عن رفض بلاده الشديد لهذا “الانتهاك”، مؤكدًا أن مثل هذه التصرفات تتنافى مع مبادئ حسن الجوار والعلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين.
وشدد المريخي خلال اللقاء على أهمية الاحتكام إلى الحوار والوسائل الدبلوماسية لحل الخلافات، مطالبًا إيران بتجنّب أي خطوات تصعيدية من شأنها تعريض أمن المنطقة للخطر.
إيران: القصف رسالة موجهة لأميركا… ولسنا في خصومة مع جيراننا
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن العملية العسكرية التي أُطلق عليها اسم “بشائر الفتح” جاءت “دفاعًا عن النفس وردًا على العدوان الأميركي المباشر الذي وقع في 22 جوان الجاري”.
وأكد عراقجي أن إيران “تلتزم بمبادئ حسن الجوار تجاه دولة قطر والدول الخليجية الأخرى”، مضيفًا:
“لن نسمح للولايات المتحدة أو الكيان الصهيوني بزرع الفتنة بين شعوب المنطقة وإفساد علاقاتنا الأخوية”.
اعتراض الصواريخ بنجاح… وتأكيد على أمن قطر
من جانبها، أعلنت السلطات القطرية أن أنظمة الدفاع الجوي تمكنت من اعتراض الصواريخ التي أطلقتها إيران باتجاه قاعدة العديد بنجاح، دون تسجيل أي أضرار بشرية أو مادية داخل المنشآت القطرية.
يأتي هذا التصعيد في ظل توتر غير مسبوق بين طهران وواشنطن، حيث تشكّل قطر – التي تستضيف أهم القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة – ساحة حساسة للتوازن بين التحالفات الأمنية والعلاقات الدبلوماسية المتشابكة.

