في خطوة غير معتادة، استضاف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قائد الجيش الباكستاني، المشير عاصم منير، على مأدبة غداء رسمية في البيت الأبيض، وذلك في أول لقاء من نوعه يتم بين رئيس أميركي وقائد عسكري باكستاني دون حضور مسؤولين مدنيين كبار من الحكومة الباكستانية.
ويُعد هذا الاجتماع مؤشرًا على تطور جديد في العلاقات الأميركية-الباكستانية، التي شهدت فتورًا ملحوظًا خلال عهد ترامب وخلفه جو بايدن، في ظل تركيز واشنطن على تعزيز شراكتها مع الهند لمواجهة النفوذ المتزايد للصين في آسيا.
وبحسب محللين ودبلوماسيين باكستانيين، من المتوقع أن يكون المشير منير قد نقل رسالة واضحة إلى ترامب، تحثه على تجنّب الانخراط العسكري في الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، والعمل بدلاً من ذلك على الدفع نحو وقفٍ لإطلاق النار، خاصة وأن السفارة الباكستانية في واشنطن تضطلع بدور الوسيط في تمثيل المصالح الإيرانية لدى الولايات المتحدة.
ويأتي اللقاء أيضًا بعد أسابيع من تصعيد عسكري خطير بين الهند وباكستان في منطقة كشمير، أعقبه إعلان ترامب أن واشنطن ساهمت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجارتين النوويتين. غير أن الهند نفت أي وساطة أميركية، وأكدت أن التهدئة تمت عبر قنوات التواصل المباشر بين جيشي البلدين.
وكانت كشمير قد شهدت، في 22 أبريل/نيسان، هجومًا داميًا أودى بحياة 26 شخصًا، معظمهم من السياح، واتهمت الهند جماعات مسلحة مدعومة من باكستان بالوقوف وراءه، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة.

