في مشهد يعكس تنامي الدعم الشعبي العربي للقضية الفلسطينية، تواصل قافلة الصمود لكسر الحصار عن غزة رحلتها داخل الأراضي الليبية، حيث وصلت صباح اليوم الخميس إلى مدينة مصراتة، وسط استقبال شعبي واسع، تمهيداً لانطلاقها نحو الشرق الليبي في طريقها لدعم الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة.
ووجّه المجلس البلدي لمصراتة واللجنة العليا لحملة المساعدات الليبية نداء إلى سكان المدينة للمشاركة في استقبال القافلة، تأكيداً على دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وتضم القافلة أكثر من 1500 مشارك من جنسيات مغاربية، بينهم تونسيون وجزائريون، إلى جانب عشرات الحافلات ومئات المركبات التي تنقل مساعدات إنسانية ورسائل تضامن من شعوب المنطقة.
ضبابية في الموقف الرسمي الليبي ومخاوف أمنية مصرية
حتى الآن، لم يصدر موقف رسمي واضح من الحكومة الليبية الموازية في شرق البلاد -الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر- بشأن السماح بمرور القافلة عبر مناطق سيطرتها الممتدة من مدينة سرت إلى الحدود مع مصر.
في المقابل، أكدت وزارة الخارجية المصرية مجدداً تمسكها بضوابط صارمة لدخول الوفود إلى المنطقة الحدودية مع غزة، مشددة على ضرورة تقديم طلبات رسمية من خلال القنوات الدبلوماسية المعتمدة، وذلك “حرصاً على أمن الزائرين ودقة الأوضاع في المنطقة”، بحسب البيان.
القائمون على القافلة أوضحوا أنهم خاطبوا السلطات المصرية بشكل رسمي منذ أسابيع عبر السفارة في تونس ووسطاء في القاهرة، مؤكدين أنهم لا ينوون دخول الأراضي المصرية دون تنسيق مسبق.
إسرائيل تتخوف وتحذر
من جانبه، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعليمات لجيش الاحتلال بعدم السماح لمن وصفهم بـ”المتظاهرين الجهاديين” بدخول غزة من الأراضي المصرية، محذراً من “استفزازات” قد تعرّض جنود الاحتلال للخطر.
تحركات أوروبية داعمة لغزة
وفي تصعيد رمزي ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، أعلن إقليم توسكانا الإيطالي قطع العلاقات مع إسرائيل، في خطوة احتجاجية على المجازر المتواصلة، وذلك بعد تصويت أغلبية مجلس الإقليم لصالح القرار.
هذه الخطوة تأتي ضمن موجة من الضغوط الشعبية والسياسية الأوروبية ضد حكومة بنيامين نتنياهو، التي تواجه اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين.
كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة
منذ إغلاق المعابر في مارس ، تشهد غزة كارثة إنسانية كبرى، حيث يُمنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات، في ظل تواصل القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية. وقد خلّف العدوان حتى الآن أكثر من 182 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ومئات الآلاف من النازحين.

