تصوّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري، دائم، وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، في خطوة تُعدّ استجابة دولية متزايدة لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من ثمانية أشهر.
ويأتي هذا التصويت بعد أيام من استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مشابه في مجلس الأمن الأسبوع الماضي، مما حال دون تمريره رغم تأييد الغالبية الساحقة من الدول الأعضاء.
ورجّح دبلوماسيون أن يحظى مشروع القرار بدعم واسع داخل الجمعية العامة، التي تضم 193 دولة عضوًا، إذ لا تملك أي دولة حق النقض فيها، على عكس مجلس الأمن. ورغم أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة قانونيًا، فإنها تحمل وزنًا سياسيًا كبيرًا وتعكس الرأي العام الدولي.
وفي محاولة لإجهاض القرار، كثّفت إسرائيل ضغوطها على الدول الأعضاء هذا الأسبوع، ووصفت التصويت بأنه “مسرحية سياسية لا طائل منها”، بينما وجّه مندوبها لدى الأمم المتحدة، داني دانون، رسالة إلى الدول الأعضاء دعا فيها إلى مقاطعة الجلسة، واصفًا مشروع القرار بأنه “منحاز ويقوّض جهود التفاوض بشأن الرهائن ولا يدين حركة حماس”.
وسبق أن صوّتت الجمعية العامة لصالح قرارات مشابهة خلال الحرب على غزة، إذ صوتت في أكتوبر/تشرين الأول 2023 بـ120 صوتًا لصالح هدنة إنسانية، وفي ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه بـ153 صوتًا، ثم بـ158 صوتًا في ديسمبر 2024 لصالح وقف دائم لإطلاق النار.
ويأتي تصويت اليوم قبيل مؤتمر أممي مرتقب الأسبوع المقبل يهدف إلى إحياء جهود حل الدولتين، وسط دعوات أمريكية إلى الدول بعدم المشاركة في التصويت الحالي.
يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على غزة المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، قد أسفر عن أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل أوضاع إنسانية كارثية ونقص حاد في المساعدات التي تعرقلها إسرائيل.

