
في تحذير بالغ الخطورة، أعلنت منظمات إنسانية أن أكثر من 14,000 رضيع في قطاع غزة معرضون لخطر الوفاة خلال الساعات الـ48 القادمة، ما لم يتم إدخال مساعدات غذائية عاجلة وبكميات كافية إلى القطاع الذي يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.
وأكد توم فليتشر، مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أن الأوضاع في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية الحاد، مشيرًا إلى أن ربع مليون إنسان – بينهم عدد هائل من الأطفال – يعانون من حرمان غذائي شديد نتيجة الحصار المستمر.
ورغم إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السماح بدخول خمس شاحنات إغاثة محملة بالأغذية للأطفال، وصف خبراء الإغاثة هذه الخطوة بأنها لا تمثل سوى “قطرة في بحر الاحتياج”، حيث أن هذه الكمية لا تقترب حتى من الحد الأدنى المطلوب للتعامل مع الأزمة الراهنة.
وأوضح فليتشر في حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن هذه الشاحنات لم تصل بعد إلى المدنيين، وأن الخوف الأكبر يتمثل في ضياعها وسط الفوضى أو تعرضها للنهب، مع تصاعد مشاعر اليأس بين سكان القطاع.
ودخلت 100 شاحنة إضافية عبر معبر كرم أبو سالم مؤخرًا، إلا أن هذا العدد يظل بعيدًا عن المعدل اليومي السابق البالغ 600 شاحنة خلال فترات التهدئة، مما يُبرز التدهور الكبير في حجم الإمدادات الإنسانية.
في السياق ذاته، كشفت منظمة الصحة العالمية عن أن أكثر من 65,000 طفل في غزة يعانون من سوء تغذية حاد، بينما قدّرت جهات حقوقية وفاة أكثر من 62,000 شخص بسبب الجوع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
من جهتها، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن أكثر من 10,000 رضيع دون سن السادسة يواجهون خطرًا وشيكًا إذا لم تُوفر لهم تغذية طبية متخصصة بشكل فوري.
وسط هذه الكارثة الإنسانية، تُناشد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التحرك السريع لإنقاذ أرواح عشرات الآلاف من الأطفال الأبرياء، مؤكدين أن تأخير المساعدات ليس مجرد تقصير، بل “حكم بالإعدام الجماعي على أضعف الفئات”.