
في تطور لافت ضمن مسار السعي للعدالة في قضية اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، عرضت منصة “زيتيو” في مدينة نيويورك الأميركية الفيلم الوثائقي الجديد “من قتل شيرين؟”، والذي كشف ولأول مرة عن اسم الجندي الإسرائيلي الذي يُعتقد أنه أطلق الرصاصة القاتلة على مراسلة قناة الجزيرة، خلال تغطيتها اقتحامًا إسرائيليًا في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، في 11 مايو 2022.
وفقًا لما ورد في الفيلم الذي أعده الصحفي الاستقصائي ومراسل “وول ستريت جورنال” السابق ديون نيسينباوم، فإن الجندي المسؤول يدعى ألون سكاجيو، وكان يخدم في وحدة خاصة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي. اللافت أن سكاجيو، وفق ما كشفته التحقيقات الميدانية، قُتل هو نفسه بعد أكثر من عام على الحادثة، في صيف 2023، خلال عملية عسكرية إسرائيلية جديدة في مدينة جنين، برصاص مقاومين فلسطينيين.
الفيلم الذي جرى تصويره في مواقع متعددة بينها واشنطن، القدس، وجنين، لا يكتفي بطرح اسم الجندي فقط، بل يعرض أدلة وتحقيقات مسربة، ويضم مقابلات مع شخصيات مطلعة ومؤثرة، أبرزها السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس فان هولين، الذي دأب على المطالبة بتحقيق أميركي مستقل في مقتل الصحفية، في ظل ما وصفه بـ”غياب الشفافية وتواطؤ بعض الجهات الرسمية”.
كما يتناول الوثائقي بالتفصيل ضغوطًا مورست من قبل حكومتي الولايات المتحدة وإسرائيل لعرقلة الكشف عن الحقيقة، بما في ذلك الامتناع عن تسليم نتائج تحقيقات كاملة، أو محاسبة الضالعين في عملية القتل، رغم وجود أدلة واضحة، أبرزها فيديوهات وصور وتحقيقات ميدانية من منظمات حقوقية وصحفية مستقلة.
وفي تصريح خصت به قناة الجزيرة، أكدت مراسلتها في واشنطن بيسان أبو كويك أن “الفيلم لا يقدم فقط جوابًا على سؤال من قتل شيرين، بل يفضح أيضًا كيف يتم قتل الحقيقة مرتين، مرة بالرصاصة، ومرة بالتستر والإفلات من العقاب”.
جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة، الصحفية الأميركية الفلسطينية، أثارت موجة استنكار دولية واسعة، خاصة بعد ظهور أدلة قوية تشير إلى أنها قُتلت برصاصة متعمدة رغم ارتدائها زيًا صحفيًا واضحًا. ورغم مرور ما يقارب ثلاث سنوات، لا يزال القاتل خارج نطاق المحاسبة القضائية الدولية، وهو ما يُبقي هذه القضية مفتوحة في ضمير الصحافة الحرة، والرأي العام العالمي.
ويأمل صُنّاع الفيلم أن يؤدي الكشف عن اسم الجندي المتورط في الجريمة إلى تحريك ملف العدالة من جديد، ووضع مزيد من الضغوط على الجهات الدولية للتحقيق بشفافية، ومحاسبة من تورط في قتل شيرين، صوت الحقيقة.