تعهدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية مواطنيها المشاركين في أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة من أجل كسر الحصار الإسرائيلي. وقد جاء تصريحها في تدوينة نشرتها يوم الثلاثاء الثاني من سبتمبر 2025 عبر صفحتها على فيسبوك، وذلك ردا على تساؤلات زعيمة الحزب الديمقراطي الإيطالي حول الخطوات التي ستقوم بها الحكومة لضمان سلامة المشاركين الإيطاليين في هذه المبادرة، من دون أن تكشف ميلوني عن عددهم. وأكدت أن هذه المبادرة قد تكون ذات طابع سياسي أو رمزي، لكن الدولة الإيطالية اعتادت دائما أن تضع سلامة مواطنيها أولوية أينما كانوا.
وتزامنت تصريحات ميلوني مع تقارير إسرائيلية تحدثت عن خطة يعدها وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، تهدف إلى مصادرة السفن المشاركة في الأسطول وتحويلها إلى ملكية الشرطة الإسرائيلية، إلى جانب سجن النشطاء في ظروف مشابهة لتلك التي يعيشها الأسرى الأمنيون داخل سجون كتسيعوت والدامون.
وقد انطلقت قبل أيام نحو عشرين سفينة من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى من ميناء جنوى في شمال إيطاليا، فيما تستعد سفن أخرى للانطلاق من تونس خلال الأيام المقبلة للالتقاء جميعا في مسار واحد نحو غزة. وفي الثالث من سبتمبر أعلن أسطول الصمود العالمي أن منظمة الطوارئ الإيطالية “إيميرجنسي” ستنضم بدورها بسفينة إنقاذ يبلغ طولها واحدا وخمسين مترا دعما للجهود الإنسانية الهادفة إلى فك الحصار. ويشارك في هذا الأسطول عشرات القوارب ومئات النشطاء من أربع وأربعين دولة، من بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، إلى جانب منظمات مثل اتحاد أسطول الحرية وحركة غزة العالمية ومنظمة صمود نوسانتارا الماليزية.
ويأتي هذا التحرك في ظل كارثة إنسانية متفاقمة يعيشها قطاع غزة منذ السابع من جانفي 2025 حين شددت إسرائيل إغلاقها للمعابر ومنعت دخول المساعدات، ما أدى إلى تفاقم المجاعة ووفاة المئات رغم تكدس آلاف الشاحنات الإغاثية على الحدود. وتشير آخر الإحصاءات الفلسطينية إلى أن عدد الشهداء تجاوز أربعة وستين ألفا، بينما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من مئة وواحد وستين ألفا، معظمهم من النساء والأطفال، في وقت لا تزال فيه آلاف العائلات مفقودة أو نازحة وسط تجاهل كامل للقرارات الدولية والأممية المطالبة بوقف العدوان.
المصدر ك وكالات

