تتصاعد موجة الغضب الشعبي في اليونان، الوجهة السياحية الأولى للإسرائيليين، على خلفية استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في وقتٍ يستعد فيه نشطاء يونانيون لتنظيم مظاهرات حاشدة هذا الأحد تحت عنوان “يوم الغضب”، دعماً لفلسطين وتنديداً بالجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
وتنتشر الدعوات للاحتجاج في عدد من أبرز الجزر السياحية اليونانية، من بينها رودس، ميكونوس، سانتوريني، كريت، كوس، وليسبوس، بالإضافة إلى العاصمة أثينا، حيث رُصدت ملصقات موجّهة مباشرة للسياح الإسرائيليين، كُتبت باللغة العبرية، تحمل عبارات صادمة مثل: “جئتَ تقتل وعدت لتلهو؟ نراك في محكمة لاهاي”.
وأفاد مراسل القناة 13 الإسرائيلية أنّه صُدم عندما شاهد هذا النوع من الملصقات لأول مرة، مشيراً إلى أنها مكتوبة بلغة موجهة بدقة إلى السائح الإسرائيلي نفسه، ومضيفاً أن اليونان لم تعد كما كانت من قبل، فالشعارات الداعمة للفلسطينيين باتت واضحة ومباشرة حتى في الأماكن السياحية.
من جانبها، كشفت قناة “كان 11” أن اليونان ما زالت تُعدّ من أبرز الوجهات التي يُقبل عليها الإسرائيليون خلال موسم الصيف، حيث سافر إليها أكثر من 160 ألف سائح إسرائيلي خلال شهر جويلية الفارط، بمعدل يقارب 5 آلاف مسافر يومياً. كما أوضحت القناة أن واحداً من كل خمسة مسافرين عبر مطار بن غوريون يتجه إلى الأراضي اليونانية.
ورغم عدم صدور أي تحذيرات رسمية جديدة من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلا أن الإعلام الإسرائيلي دعا السياح إلى توخي الحذر، خاصة بعد تسجيل حالات تخريب استهدفت مطاعم إسرائيلية ومواقع يهودية في بعض المدن اليونانية.
ويأتي هذا التصعيد الشعبي في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي خلف حتى نهاية جويلية 2025 ما يزيد عن 61 ألف شهيد، وأكثر من 152 ألف جريح، إلى جانب 9 آلاف مفقود، فضلاً عن نزوح مئات الآلاف من المدنيين وتفشي المجاعة التي حصدت أرواح العديد، من بينهم أطفال.
وسط هذا المشهد المأساوي، تتزايد الدعوات في أوروبا لمحاسبة الاحتلال ومقاطعة كل ما يمثله، بما في ذلك السياحة الإسرائيلية. ويعتبر كثير من الناشطين أن السائح الإسرائيلي، بصمته أو تجاهله، بات شريكاً في الجريمة، لا مجرد زائر عابر.
المصدر : وكالات

