في أجواء احتفالية استثنائية، عاشت مدينة سوسة ليلة لا تُنسى منذ يومين، حيث نظّمت سهرة ضخمة بعنوان “سهرة الشماريخ” احتفالًا بالذكرى الثامنة والستين لعيد الجمهورية التونسية، ضمن فعاليات مهرجان “أوسّو”، الذي يُعد من أعرق وأهم التظاهرات الثقافية في تونس.
وقد ازدانت سماء جوهرة الساحل بمشهد مهيب، حين انطلقت موجات من الشماريخ والألعاب النارية من مختلف نقاط الكورنيش، لترسم لوحات ضوئية جذابة أبهرت الحضور وأضفت على المناسبة طابعًا مميزًا، امتزجت فيه مشاعر الفخر الوطني ببهجة المهرجان وروح الصيف.
لم تكن سهرة عادية، بل كانت احتفاءً مزدوجًا: احتفال بذكرى إعلان الجمهورية، وترسيخ لتقاليد ثقافية متجذّرة في الذاكرة الجماعية لأهالي سوسة وزوارها. وقد توافدت الجماهير منذ الساعات الأولى من المساء، لتشهد لحظة الإشعال الجماعي للشماريخ، وسط موسيقى احتفالية وعروض فنية راقصة تفاعل معها الجمهور بحماس كبير.
هذه السهرة التي نُظمت بإشراف بلدية سوسة وبدعم من المجتمع المدني، جاءت لتؤكد أن مهرجان “أوسّو” لم يفقد بريقه رغم التحديات التي مرّ بها في السنوات الأخيرة. بل على العكس، عادت دورته لسنة 2025 بزخم جديد، حيث واكبته تغطية إعلامية واسعة واهتمام متزايد من الزوار المحليين والسياح الأجانب.
ومن خلال هذه التظاهرة، برز المهرجان ليس فقط كفضاء للترفيه والعروض الكرنفالية، بل أيضًا كمنصة للتعبير عن الهوية الوطنية، وفضاء للتلاقي بين التاريخ والفن، وبين الذاكرة الجماعية والطموح الجماعي لبناء مشهد ثقافي حيّ ومتجدد.
ويُنتظر أن تتواصل فعاليات المهرجان في الأيام القادمة ببرمجة غنية ومتنوعة، تشمل عروضًا موسيقية ومسرحية وسهرات فنية كبرى، إلى جانب الأنشطة الموجهة للأطفال والعائلات، في مشهد يؤكد من جديد أن سوسة لا تزال مدينة قادرة على الإبداع والفرح، وعلى أن تكون وجهة فنية وسياحية بامتياز في صيف 2025.
صور من حفل الإفتتاح


