في قلب مأساة غزة المستمرة، يتجلى دور الحكومة المصرية بقيادة عبد الفتاح السيسي ليس فقط كجسر مغلق أمام آمال الفلسطينيين في تخفيف الحصار، بل كطرف فاعل في استمرار معاناتهم، من خلال سياساته المتشددة تجاه فتح المعابر، وتصريحاته المتكررة التي تكشف عن عمالة النظام لمصالح الاحتلال الإسرائيلي وتشفيه من المقاومة الفلسطينية.
السلطات المصرية التي تسيطر على معبر رفح، الشريان الحيوي الوحيد الذي يربط غزة بالعالم الخارجي، تمنع دخول المساعدات الإنسانية وتقيّد حركة المدنيين بشدة، بحجة مخاوف أمنية وتحت ضغط إسرائيلي واضح. لكن المراقبين يؤكدون أن هذه المبررات مجرد واجهات تخفي تحالفًا ضمنيًا بين النظام المصري واحتياجات الاحتلال الإسرائيلي، مما يجعل من مصر شريكًا في سياسة التجويع والحصار التي يفرضها الاحتلال.
في هذا السياق، قال الناشط الفلسطيني ياسر الزعاترة: «حتى لا ننسى، عندما كانت السلطة في مصر تتباهى بأنها أحكمت الحصار على أهل غزة بكل إخلاص وتفانٍ!» كلمات تعكس الواقع المرير الذي يعانيه الفلسطينيون من جراء موقف القاهرة، الذي يتماهى بشكل واضح مع أعداء شعب غزة، بدلًا من أن يكون حليفًا وداعمًا لهم في وجه العدوان.
التقارير من داخل غزة تؤكد أن الإغلاق المستمر لمعبر رفح يضاعف من معاناة المدنيين، خاصة المرضى والجرحى، الذين يضطرون للانتظار لأيام أو أسابيع دون علاج، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والماء. ورغم الدعوات الدولية المتكررة، تبقى أبواب المعبر مغلقة أو شبه مغلقة، بسبب تعنت النظام المصري الذي يخشى، كما يقول، أي تدفق للنازحين أو تأثير أمني محتمل، لكنه في الحقيقة يخدم أجندة الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر.
هذا الموقف لا يقتصر على السياسة فقط، بل يحمل في طياته خيانة علنية لشعب فلسطيني يتعرض لحصارٍ وتهجير، بينما يمارس السيسي في خطاباته تغذية الكراهية للمقاومة، وتصويرها كتهديد للاستقرار الإقليمي، متناسيًا أن هذه المقاومة هي التي تدافع عن الشعب الفلسطيني من العدوان الوحشي.
إن تعنت النظام المصري اليوم، وتصريحاته المعادية للمقاومة، ليست فقط خيانة سياسية، بل جريمة إنسانية، تضاعف من آلام غزة وتجعل من مصر بوابة مغلقة في وجه الأمل والنجاة، وتحولها إلى شريك فعلي في معاناة ملايين الأبرياء الذين يواجهون الموت ببطء تحت وطأة الجوع والحصار.
المصدر : new media tv

