في تطور خطير يُنذر بتوسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، شنّت إيران فجر اليوم الاثنين، هجومًا صاروخيًا واسع النطاق استهدف مناطق متفرقة في إسرائيل، أبرزها مدينتا تل أبيب وحيفا، مخلفًا 5 قتلى وأكثر من 100 جريح في صفوف المدنيين، إلى جانب خسائر مادية فادحة.
انهيار دفاعات القبة الحديدية
وبحسب مصادر إسرائيلية، فقد أطلقت إيران أكثر من 100 صاروخ في دفعة واحدة، بعضها من طراز بعيد المدى، ما أربك منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، بما في ذلك منظومة “القبة الحديدية” التي فشلت في اعتراض ما لا يقل عن 10 صواريخ، بحسب تقارير من القناة 13 الإسرائيلية.
وقالت الجبهة الداخلية إن الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافًا حيوية في وسط إسرائيل، وشملت الضربات مبانٍ سكنية وملاجئ وحتى منشآت حيوية، وسط حالة من الفوضى والذعر بين السكان.
دمار واسع ومخاوف من مزيد من الضحايا
وأكدت هيئة الإسعاف الإسرائيلية سقوط خمسة قتلى حتى اللحظة، بينهم ثلاثة لقوا مصرعهم جراء إصابة ملجأ بصاروخ في مدينة بتاح تكفا، فيما تتواصل عمليات البحث عن مفقودين في مواقع أخرى، لا سيما في حيفا وغوش دان، حيث أُبلغ عن وجود أكثر من 6 أشخاص تحت الأنقاض.
وقالت شرطة الاحتلال إن حجم الدمار “غير مسبوق”، مشيرة إلى تضرر عدد كبير من البنى التحتية، في حين أكدت وزارة الصحة الإسرائيلية نقل أكثر من 100 مصاب إلى المستشفيات، بينهم حالات حرجة.
ضربة نوعية على منشآت حساسة
في سياق الهجوم، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن صواريخ إيرانية أصابت محطة كهرباء رئيسية في حيفا، ومصفاة “بازان” النفطية، وهي من أكبر المنشآت الحيوية في إسرائيل، حيث تعالج يوميًا ما يقارب 200 ألف برميل من النفط الخام.
كما سُجّلت أضرار في محيط السفارة الأميركية بتل أبيب، نتيجة سقوط صاروخ على مقربة منها. وأكد السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أن السفارة والقنصلية ستغلقان أبوابهما اليوم كإجراء احترازي.
تباين في التقديرات… وتصعيد متبادل وشيك
مصادر في الحرس الثوري الإيراني صرّحت لوكالات إعلام إيرانية أن الهجوم جاء ردًا على “الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة”، مشيرة إلى أن ما جرى هو جزء من “استراتيجية هجومية جديدة قادرة على اختراق أنظمة العدو”.
ردًا على ذلك، شنّت إسرائيل في الساعات الأخيرة غارات جوية على أهداف تابعة للحرس الثوري الإيراني في طهران ومحيطها، طالت مستودعات صواريخ ومنشآت عسكرية، بحسب ما أفادت به صحيفة “هآرتس”.
مخاوف دولية وتحركات عاجلة
في ضوء هذا التصعيد الحاد، أكدت مصادر دبلوماسية أن الملف الإيراني-الإسرائيلي سيكون محور اجتماع طارئ لقادة مجموعة السبع (G7) المنعقد حاليًا في كندا، وسط دعوات لضبط النفس ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
كما أصدرت الأمم المتحدة بيانًا دعت فيه جميع الأطراف إلى التهدئة، مشيرة إلى “الخطورة البالغة التي قد تترتب على التصعيد الجاري، خاصة في حال استهداف منشآت حساسة أو وقوع خسائر بشرية أكبر”.

