في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، تواجه مليون امرأة وفتاة في قطاع غزة خطر المجاعة، وسط استمرار الحصار وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وأكدت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في القطاع ينهار بسرعة، وأنها عاجزة عن إدخال الكميات اللازمة من الغذاء والدواء، مطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالسماح بمرور الإغاثة فورًا وحماية المدنيين.
وفي بيان صادم، حذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من أن أسوأ سيناريوهات المجاعة بات يلوح في الأفق، مشيرًا إلى ارتفاع حاد في الوفيات المرتبطة بالجوع وسوء التغذية، خاصة في مدينة غزة، حيث بلغ استهلاك الغذاء حدّ المجاعة الكاملة.
أما برنامج الأغذية العالمي، فأعلن اليوم الثلاثاء أنه لم يحصل على التصاريح المطلوبة لإدخال المساعدات، مؤكدًا أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعفت أربع مرات.
وتكشف التقارير الأممية أن 100% من سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركيًا منذ 7 أكتوبر 2023، والذي خلّف حتى الآن أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين.
في المقابل، كشف مسؤول طبي في غزة أن 147 فلسطينيًا استشهدوا نتيجة الجوع والحصار حتى يوم أمس، من بينهم 88 طفلًا، بينما لم يتم إدخال أي شحنة من حليب الأطفال منذ شهور، ما يهدد حياة مئات الرضع الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.
وقال الدكتور محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية في غزة، إن ما يدخل من مساعدات “لا يكفي حتى لنصف يوم”، داعيًا إلى تحرك عربي حقيقي، يتجاوز بيانات الإدانة، نحو تحرك فاعل يوقف الإبادة والتجويع.
من جهته، حذر روس سميث، كبير مستشاري برامج الأغذية في الأمم المتحدة، من أن الوقت ينفد لإطلاق استجابة إنسانية شاملة في غزة، مؤكدًا أن القطاع يمر بمرحلتين من أصل ثلاث مراحل في تصنيف المجاعة العالمي.
وتستمر إسرائيل منذ 2 مارس 2025 بإغلاق كل المعابر المؤدية لغزة، مانعة دخول الغذاء والدواء، في ظل حرب إبادة جماعية وممنهجة، أودت بحياة الآلاف وتسببت في مجاعة خانقة، في مشهد يُنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.

