في تطور دراماتيكي كشف المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة الرئيس أحمد الشرع تجري محادثات “هادئة ولكن شاملة” مع إسرائيل، تتناول ملفات سياسية وأمنية معقدة، أبرزها ملف الجولان والوضع الحدودي.
وأكد باراك، خلال تصريحاته الأخيرة، أن دمشق أظهرت استعداداً جدياً لإنهاء عقود من العداء، وعبّر عن اعتقاده بأن “سوريا الشرع لا تريد الحرب، بل تبحث عن شراكة قائمة على المصالح والسلام”، داعياً المجتمع الدولي إلى “منح فرصة حقيقية للإدارة السورية الجديدة” التي تولت السلطة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأضاف باراك، عبر منشور على منصة “إكس”، أن سوريا تدخل مرحلة تاريخية من التحول السياسي والاجتماعي، معتبراً أن ما وصفه بـ”ولادة سوريا الجديدة” يبدأ من الحقيقة والمساءلة والتعاون مع محيطها العربي والدولي. وأكد أن “رفع العقوبات الأميركية عن سوريا” سيكون مفتاحاً أساسياً لعودة البلاد إلى طريق الازدهار والاستقرار، بعد سنوات من الحرب والعزلة.
التحول الأميركي في التعامل مع دمشق بلغ ذروته خلال اللقاء المفاجئ الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض بتاريخ 13 مايو/أيار الماضي، والذي وصفه مراقبون بأنه “نقطة تحول تاريخية” في العلاقات الثنائية. وقد نتج عن اللقاء قرار رسمي من واشنطن برفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، في مؤشر واضح على بداية صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
هذا الانفتاح بين دمشق وتل أبيب، بدعم أميركي غير مسبوق، يفتح الباب أمام تساؤلات حول شكل سوريا القادمة، وإمكانية انضمامها إلى مسار السلام الإقليمي الذي ترعاه واشنطن، ومدى انعكاس ذلك على التوازنات في المنطقة، خصوصاً في ظل صمت طهران وموسكو حتى الآن، وترقّب القوى الإقليمية الأخرى.

