كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية أن مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين أقدمت على محاولة إقامة بؤرة استيطانية في الجنوب السوري، في خطوة اعتُبرت استفزازية وتحمل دلالات توسعية مرتبطة بمشروع “إسرائيل الكبرى”.
ووفق ما أوردته الصحيفة مساء يوم الإثنين 18 أوت 2025، فإن أكثر من عشرة مستوطنين دخلوا الأراضي السورية من جهة الحدود الجنوبية، وقاموا برفع لافتة كُتب عليها اسم البؤرة “ألوني هبشان”، بالإضافة إلى لوحة أخرى حملت عبارة “نفيه هبشان” ذات الرمزية التوراتية المرتبطة بفكرة “إسرائيل الكبرى”، بحسب ما أفاد به الكاتب الإسرائيلي ينون شالوم يتح.
وأكد المصدر أن الجيش الإسرائيلي تدخّل بسرعة وأعاد المجموعة إلى داخل الأراضي المحتلة، حيث تبين أن أفرادها ينتمون إلى عائلة من إحدى مستوطنات الضفة الغربية، وكانوا يعتزمون البقاء في الموقع لفترة طويلة. وقد تم فتح تحقيق معهم، حيث أقرّوا بأنهم تصرفوا بمبادرة شخصية دون أي دعم رسمي.
ونشر الكاتب الإسرائيلي صورة تُظهر رجلاً وامرأة رفقة أطفال، وهم يحملون لوحة تحمل اسم البؤرة الاستيطانية التي سعوا إلى إنشائها في منطقة قريبة من هضبة الجولان.
ويأتي هذا الحادث في سياق تصعيد إسرائيلي مستمر في الأراضي السورية، حيث لم تتوقف الاعتداءات العسكرية رغم غياب أي تهديد من السلطة السورية الجديدة، التي تولت الحكم يوم 8 ديسمبر 2024 عقب سقوط نظام بشار الأسد في أواخر نوفمبر من نفس العام.
يُذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرّح يوم 12 أوت 2025، خلال مقابلة مع قناة “آي 24″، بأنه “مرتبط بشكل عميق برؤية إسرائيل الكبرى”، في إشارة واضحة إلى التوسّع الجغرافي الذي يشمل، حسب الرواية الصهيونية، أراضي من الفرات إلى النيل، مرورًا بأجزاء من دول عربية.
ولم يصدر إلى حد الآن أي تعليق رسمي من الجانبين السوري أو الإسرائيلي بشأن الحادث، لكنّه يُضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل داخل الأراضي السورية منذ سنوات، خصوصًا بعد انهيار اتفاق فصل القوات الموقع سنة 1974.

